الرجل الأخير

المقدمة

تحرّك بصمت عبر طرق لندن الخالية، حيث بدا أن كل حجر يردّد ذكرى حشدٍ زال. المباني، التي كانت تنبض بالضجيج والتجارة، باتت الآن شواهدَ صامتةً على عهدٍ ضائع. توقف أمام مقهى فارغ؛ كراسيه مقلوبة وطاولاته مهجورة، فتخيل الضحكات التي كانت تملأ الأجواء. كل خطوة أثارت نسمةً من الهواء حملت عبقًا خافتًا لوجباتٍ مهجورة تُركت لتتعفّن على بلاطٍ متشقق. كان الجو ثقيلاً بالدخان، ومُلَوّنًا بوهجٍ باهت لشمسٍ بدت بعيدةً وغير مألوفة. ورغم أنه ظل الشاهد الوحيد على هذا الفراغ، امتلأ ذهنه بأشباحٍ لا تُحصى من الأرواح التي خفتت وأنطفأت في قبضة الطاعون. تذكّر الصرخات المحمومة لطلب النجدة، وارتفاع أعداد القتلى، والصلوات اليائسة المهموسة في ممرات المستشفيات. الآن، في سكون الغياب، شعر بثقل الوحدة كوجودٍ ماديٍّ يضغط على صدره. تساءل إن كان العالم خارج هذه الجدران لا يزال قائماً، أم أنه يسير حقًا وحيدًا على كوكبٍ نسي الضحك. مهما كان ما ينتظره، علم أن البقاء صار هدفه الوحيد، خيط أمل هزيل يحمله عبر الأيام الصامتة. لإعالة نفسه، كان يجوب أنقاض الأحياء التي كانت مزدهرة ليبحث عمّا تبقّى من مؤن. كان يفتح علب الطعام المغبرة التي يعثر عليها في المتاجر، ويقنّن مائه من براميل راكدة، ويعتني بموقدٍ صغيرٍ مُضاءٍ بالنار داخل هيكل شقة مهجورة. كل صباح كان يقوم قبل بزوغ الفجر ليمسح الأفق بحثًا عن أي حركة، ويجهد سمعه لأضعف إشارة تدل على وجود نفسٍ حية أخرى. ومع ذلك، يومًا بعد يوم، لم يُجب إلا الفراغ. أحيانًا كان يتحدث جهرةً ليتحدى الصمت الساحق، مستدعيًا محادثاتٍ مع من فقدهم: ضحك أخته، تذكيرات والدته اللطيفة، وصوت صديقٍ فارق الحياة في جناحٍ مكتظٍ بالمستشفى. من خلال هذه الأصداء المتكررة وجد دفئًا عابرًا، تذكيرًا بشرارة الإنسانية الدائمة. ومع ذلك، كان اليأس يهدد بأن يطغى عليه. غاص في ذكرياتٍ مظلمة من أحلام الحمى وتقارير الأخبار التي نبّهت إلى وصول الطاعون. لكن مع كل استذكار كان يشدّ من عزيمته، ويصوغ عزيمةً من حديد ليشقّ طريقًا من المعنى وسط الخراب. في ذلك العزم لمح أضعف وعد—أنه حتى عند نهاية كل شيء قد تستمر روح الإنسان بالوجود في مجرد فعل البقاء.

صمت الشوارع الخاوية

تحرّك بصمت عبر طرق لندن الخالية، حيث بدا أن كل حجر يردّد ذكرى حشدٍ زال. المباني، التي كانت تنبض بالضجيج والتجارة، باتت الآن شواهدَ صامتةً على عهدٍ ضائع. توقف أمام مقهى فارغ؛ كراسيه مقلوبة وطاولاته مهجورة، فتخيل الضحكات التي كانت تملأ الأجواء. كل خطوة أثارت نسمةً من الهواء حملت عبقًا خافتًا لوجباتٍ مهجورة تُركت لتتعفّن على بلاطٍ متشقق. كان الجو ثقيلاً بالدخان، ومُلَوّنًا بوهجٍ باهت لشمسٍ بدت بعيدةً وغير مألوفة. ورغم أنه ظل الشاهد الوحيد على هذا الفراغ، امتلأ ذهنه بأشباحٍ لا تُحصى من الأرواح التي خفتت وأنطفأت في قبضة الطاعون. تذكّر الصرخات المحمومة لطلب النجدة، وارتفاع أعداد القتلى، والصلوات اليائسة المهموسة في ممرات المستشفيات. الآن، في سكون الغياب، شعر بثقل الوحدة كوجودٍ ماديٍّ يضغط على صدره. تساءل إن كان العالم خارج هذه الجدران لا يزال قائماً، أم أنه يسير حقًا وحيدًا على كوكبٍ نسي الضحك. مهما كان ما ينتظره، علم أن البقاء صار هدفه الوحيد، خيط أمل هزيل يحمله عبر الأيام الصامتة. لإعالة نفسه، كان يجوب أنقاض الأحياء التي كانت مزدهرة ليبحث عمّا تبقّى من مؤن. كان يفتح علب الطعام المغبرة التي يعثر عليها في المتاجر، ويقنّن مائه من براميل راكدة، ويعتني بموقدٍ صغيرٍ مُضاءٍ بالنار داخل هيكل شقة مهجورة. كل صباح كان يقوم قبل بزوغ الفجر ليمسح الأفق بحثًا عن أي حركة، ويجهد سمعه لأضعف إشارة تدل على وجود نفسٍ حية أخرى. ومع ذلك، يومًا بعد يوم، لم يُجب إلا الفراغ. أحيانًا كان يتحدث جهرةً ليتحدى الصمت الساحق، مستدعيًا محادثاتٍ مع من فقدهم: ضحك أخته، تذكيرات والدته اللطيفة، وصوت صديقٍ فارق الحياة في جناحٍ مكتظٍ بالمستشفى. من خلال هذه الأصداء المتكررة وجد دفئًا عابرًا، تذكيرًا بشرارة الإنسانية الدائمة. ومع ذلك، كان اليأس يهدد بأن يطغى عليه. غاص في ذكرياتٍ مظلمة من أحلام الحمى وتقارير الأخبار التي نبّهت إلى وصول الطاعون. لكن مع كل استذكار كان يشدّ من عزيمته، ويصوغ عزيمةً من حديد ليشقّ طريقًا من المعنى وسط الخراب. في ذلك العزم لمح أضعف وعد—أنه حتى عند نهاية كل شيء قد تستمر روح الإنسان بالوجود في مجرد فعل البقاء.

تحرّك بصمت عبر طرق لندن الخالية، حيث بدا أن كل حجر يردّد ذكرى حشدٍ زال. المباني، التي كانت تنبض بالضجيج والتجارة، باتت الآن شواهدَ صامتةً على عهدٍ ضائع. توقف أمام مقهى فارغ؛ كراسيه مقلوبة وطاولاته مهجورة، فتخيل الضحكات التي كانت تملأ الأجواء. كل خطوة أثارت نسمةً من الهواء حملت عبقًا خافتًا لوجباتٍ مهجورة تُركت لتتعفّن على بلاطٍ متشقق. كان الجو ثقيلاً بالدخان، ومُلَوّنًا بوهجٍ باهت لشمسٍ بدت بعيدةً وغير مألوفة. ورغم أنه ظل الشاهد الوحيد على هذا الفراغ، امتلأ ذهنه بأشباحٍ لا تُحصى من الأرواح التي خفتت وأنطفأت في قبضة الطاعون. تذكّر الصرخات المحمومة لطلب النجدة، وارتفاع أعداد القتلى، والصلوات اليائسة المهموسة في ممرات المستشفيات. الآن، في سكون الغياب، شعر بثقل الوحدة كوجودٍ ماديٍّ يضغط على صدره. تساءل إن كان العالم خارج هذه الجدران لا يزال قائماً، أم أنه يسير حقًا وحيدًا على كوكبٍ نسي الضحك. مهما كان ما ينتظره، علم أن البقاء صار هدفه الوحيد، خيط أمل هزيل يحمله عبر الأيام الصامتة. لإعالة نفسه، كان يجوب أنقاض الأحياء التي كانت مزدهرة ليبحث عمّا تبقّى من مؤن. كان يفتح علب الطعام المغبرة التي يعثر عليها في المتاجر، ويقنّن مائه من براميل راكدة، ويعتني بموقدٍ صغيرٍ مُضاءٍ بالنار داخل هيكل شقة مهجورة. كل صباح كان يقوم قبل بزوغ الفجر ليمسح الأفق بحثًا عن أي حركة، ويجهد سمعه لأضعف إشارة تدل على وجود نفسٍ حية أخرى. ومع ذلك، يومًا بعد يوم، لم يُجب إلا الفراغ. أحيانًا كان يتحدث جهرةً ليتحدى الصمت الساحق، مستدعيًا محادثاتٍ مع من فقدهم: ضحك أخته، تذكيرات والدته اللطيفة، وصوت صديقٍ فارق الحياة في جناحٍ مكتظٍ بالمستشفى. من خلال هذه الأصداء المتكررة وجد دفئًا عابرًا، تذكيرًا بشرارة الإنسانية الدائمة. ومع ذلك، كان اليأس يهدد بأن يطغى عليه. غاص في ذكرياتٍ مظلمة من أحلام الحمى وتقارير الأخبار التي نبّهت إلى وصول الطاعون. لكن مع كل استذكار كان يشدّ من عزيمته، ويصوغ عزيمةً من حديد ليشقّ طريقًا من المعنى وسط الخراب. في ذلك العزم لمح أضعف وعد—أنه حتى عند نهاية كل شيء قد تستمر روح الإنسان بالوجود في مجرد فعل البقاء.

تحرّك بصمت عبر طرق لندن الخالية، حيث بدا أن كل حجر يردّد ذكرى حشدٍ زال. المباني، التي كانت تنبض بالضجيج والتجارة، باتت الآن شواهدَ صامتةً على عهدٍ ضائع. توقف أمام مقهى فارغ؛ كراسيه مقلوبة وطاولاته مهجورة، فتخيل الضحكات التي كانت تملأ الأجواء. كل خطوة أثارت نسمةً من الهواء حملت عبقًا خافتًا لوجباتٍ مهجورة تُركت لتتعفّن على بلاطٍ متشقق. كان الجو ثقيلاً بالدخان، ومُلَوّنًا بوهجٍ باهت لشمسٍ بدت بعيدةً وغير مألوفة. ورغم أنه ظل الشاهد الوحيد على هذا الفراغ، امتلأ ذهنه بأشباحٍ لا تُحصى من الأرواح التي خفتت وأنطفأت في قبضة الطاعون. تذكّر الصرخات المحمومة لطلب النجدة، وارتفاع أعداد القتلى، والصلوات اليائسة المهموسة في ممرات المستشفيات. الآن، في سكون الغياب، شعر بثقل الوحدة كوجودٍ ماديٍّ يضغط على صدره. تساءل إن كان العالم خارج هذه الجدران لا يزال قائماً، أم أنه يسير حقًا وحيدًا على كوكبٍ نسي الضحك. مهما كان ما ينتظره، علم أن البقاء صار هدفه الوحيد، خيط أمل هزيل يحمله عبر الأيام الصامتة. لتحصيل قوت يومه، كان يجوب أنقاض الأحياء التي كانت مزدهرة ليبحث عمّا تبقّى من مؤن.

تحرّك بصمت عبر طرق لندن الخالية، حيث بدا أن كل حجر يردّد ذكرى حشدٍ زال. المباني، التي كانت تنبض بالضجيج والتجارة، باتت الآن شواهدَ صامتةً على عهدٍ ضائع. توقف أمام مقهى فارغ؛ كراسيه مقلوبة وطاولاته مهجورة، فتخيل الضحكات التي كانت تملأ الأجواء. كل خطوة أثارت نسمةً من الهواء حملت عبقًا خافتًا لوجباتٍ مهجورة تُركت لتتعفّن على بلاطٍ متشقق. كان الجو ثقيلاً بالدخان، ومُلَوّنًا بوهجٍ باهت لشمسٍ بدت بعيدةً وغير مألوفة. ورغم أنه ظل الشاهد الوحيد على هذا الفراغ، امتلأ ذهنه بأشباحٍ لا تُحصى من الأرواح التي خفتت وأنطفأت في قبضة الطاعون. تذكّر الصرخات المحمومة لطلب النجدة، وارتفاع أعداد القتلى، والصلوات اليائسة المهموسة في ممرات المستشفيات. الآن، في سكون الغياب، شعر بثقل الوحدة كوجودٍ ماديٍّ يضغط على صدره. تساءل إن كان العالم خارج هذه الجدران لا يزال قائماً، أم أنه يسير حقًا وحيدًا على كوكبٍ نسي الضحك. مهما كان ما ينتظره، علم أن البقاء صار هدفه الوحيد، خيط أمل هزيل يحمله عبر الأيام الصامتة.

أصداء الذاكرة

تحرّك بصمت عبر طرق لندن الخالية، حيث بدا أن كل حجر يردّد ذكرى حشدٍ زال. المباني، التي كانت تنبض بالضجيج والتجارة، باتت الآن شواهدَ صامتةً على عهدٍ ضائع. توقف أمام مقهى فارغ؛ كراسيه مقلوبة وطاولاته مهجورة، فتخيل الضحكات التي كانت تملأ الأجواء. كل خطوة أثارت نسمةً من الهواء حملت عبقًا خافتًا لوجباتٍ مهجورة تُركت لتتعفّن على بلاطٍ متشقق. كان الجو ثقيلاً بالدخان، ومُلَوّنًا بوهجٍ باهت لشمسٍ بدت بعيدةً وغير مألوفة. ورغم أنه ظل الشاهد الوحيد على هذا الفراغ، امتلأ ذهنه بأشباحٍ لا تُحصى من الأرواح التي خفتت وأنطفأت في قبضة الطاعون. تذكّر الصرخات المحمومة لطلب النجدة، وارتفاع أعداد القتلى، والصلوات اليائسة المهموسة في ممرات المستشفيات. الآن، في سكون الغياب، شعر بثقل الوحدة كوجودٍ ماديٍّ يضغط على صدره. تساءل إن كان العالم خارج هذه الجدران لا يزال قائماً، أم أنه يسير حقًا وحيدًا على كوكبٍ نسي الضحك. مهما كان ما ينتظره، علم أن البقاء صار هدفه الوحيد، خيط أمل هزيل يحمله عبر الأيام الصامتة. لإعالة نفسه، كان يجوب أنقاض الأحياء التي كانت مزدهرة ليبحث عمّا تبقّى من مؤن. كان يفتح علب الطعام المغبرة التي يعثر عليها في المتاجر، ويقنّن مائه من براميل راكدة، ويعتني بموقدٍ صغيرٍ مُضاءٍ بالنار داخل هيكل شقة مهجورة. كل صباح كان يقوم قبل بزوغ الفجر ليمسح الأفق بحثًا عن أي حركة، ويجهد سمعه لأضعف إشارة تدل على وجود نفسٍ حية أخرى. ومع ذلك، يومًا بعد يوم، لم يُجب إلا الفراغ. أحيانًا كان يتحدث جهرةً ليتحدى الصمت الساحق، مستدعيًا محادثاتٍ مع من فقدهم: ضحك أخته، تذكيرات والدته اللطيفة، وصوت صديقٍ فارق الحياة في جناحٍ مكتظٍ بالمستشفى. من خلال هذه الأصداء المتكررة وجد دفئًا عابرًا، تذكيرًا بشرارة الإنسانية الدائمة. ومع ذلك، كان اليأس يهدد بأن يطغى عليه. غاص في ذكرياتٍ مظلمة من أحلام الحمى وتقارير الأخبار التي نبّهت إلى وصول الطاعون. لكن مع كل استذكار كان يشدّ من عزيمته، ويصوغ عزيمةً من حديد ليشقّ طريقًا من المعنى وسط الخراب. في ذلك العزم لمح أضعف وعد—أنه حتى عند نهاية كل شيء قد تستمر روح الإنسان بالوجود في مجرد فعل البقاء.

تحرّك بصمت عبر طرق لندن الخالية، حيث بدا أن كل حجر يردّد ذكرى حشدٍ زال. المباني، التي كانت تنبض بالضجيج والتجارة، باتت الآن شواهدَ صامتةً على عهدٍ ضائع. توقف أمام مقهى فارغ؛ كراسيه مقلوبة وطاولاته مهجورة، فتخيل الضحكات التي كانت تملأ الأجواء. كل خطوة أثارت نسمةً من الهواء حملت عبقًا خافتًا لوجباتٍ مهجورة تُركت لتتعفّن على بلاطٍ متشقق. كان الجو ثقيلاً بالدخان، ومُلَوّنًا بوهجٍ باهت لشمسٍ بدت بعيدةً وغير مألوفة. ورغم أنه ظل الشاهد الوحيد على هذا الفراغ، امتلأ ذهنه بأشباحٍ لا تُحصى من الأرواح التي خفتت وأنطفأت في قبضة الطاعون. تذكّر الصرخات المحمومة لطلب النجدة، وارتفاع أعداد القتلى، والصلوات اليائسة المهموسة في ممرات المستشفيات. الآن، في سكون الغياب، شعر بثقل الوحدة كوجودٍ ماديٍّ يضغط على صدره. تساءل إن كان العالم خارج هذه الجدران لا يزال قائماً، أم أنه يسير حقًا وحيدًا على كوكبٍ نسي الضحك. مهما كان ما ينتظره، علم أن البقاء صار هدفه الوحيد، خيط أمل هزيل يحمله عبر الأيام الصامتة. لإعالة نفسه، كان يجوب أنقاض الأحياء التي كانت مزدهرة ليبحث عمّا تبقّى من مؤن. كان يفتح علب الطعام المغبرة التي يعثر عليها في المتاجر، ويقنّن مائه من براميل راكدة، ويعتني بموقدٍ صغيرٍ مُضاءٍ بالنار داخل هيكل شقة مهجورة. كل صباح كان يقوم قبل بزوغ الفجر ليمسح الأفق بحثًا عن أي حركة، ويجهد سمعه لأضعف إشارة تدل على وجود نفسٍ حية أخرى. ومع ذلك، يومًا بعد يوم، لم يُجب إلا الفراغ. أحيانًا كان يتحدث جهرةً ليتحدى الصمت الساحق، مستدعيًا محادثاتٍ مع من فقدهم: ضحك أخته، تذكيرات والدته اللطيفة، وصوت صديقٍ فارق الحياة في جناحٍ مكتظٍ بالمستشفى. من خلال هذه الأصداء المتكررة وجد دفئًا عابرًا، تذكيرًا بشرارة الإنسانية الدائمة. ومع ذلك، كان اليأس يهدد بأن يطغى عليه. غاص في ذكرياتٍ مظلمة من أحلام الحمى وتقارير الأخبار التي نبّهت إلى وصول الطاعون. لكن مع كل استذكار كان يشدّ من عزيمته، ويصوغ عزيمةً من حديد ليشقّ طريقًا من المعنى وسط الخراب. في ذلك العزم لمح أضعف وعد—أنه حتى عند نهاية كل شيء قد تستمر روح الإنسان بالوجود في مجرد فعل البقاء.

تحرّك بصمت عبر طرق لندن الخالية، حيث بدا أن كل حجر يردّد ذكرى حشدٍ زال. المباني، التي كانت تنبض بالضجيج والتجارة، باتت الآن شواهدَ صامتةً على عهدٍ ضائع. توقف أمام مقهى فارغ؛ كراسيه مقلوبة وطاولاته مهجورة، فتخيل الضحكات التي كانت تملأ الأجواء. كل خطوة أثارت نسمةً من الهواء حملت عبقًا خافتًا لوجباتٍ مهجورة تُركت لتتعفّن على بلاطٍ متشقق. كان الجو ثقيلاً بالدخان، ومُلَوّنًا بوهجٍ باهت لشمسٍ بدت بعيدةً وغير مألوفة. ورغم أنه ظل الشاهد الوحيد على هذا الفراغ، امتلأ ذهنه بأشباحٍ لا تُحصى من الأرواح التي خفتت وأنطفأت في قبضة الطاعون. تذكّر الصرخات المحمومة لطلب النجدة، وارتفاع أعداد القتلى، والصلوات اليائسة المهموسة في ممرات المستشفيات. الآن، في سكون الغياب، شعر بثقل الوحدة كوجودٍ ماديٍّ يضغط على صدره. تساءل إن كان العالم خارج هذه الجدران لا يزال قائماً، أم أنه يسير حقًا وحيدًا على كوكبٍ نسي الضحك. مهما كان ما ينتظره، علم أن البقاء صار هدفه الوحيد، خيط أمل هزيل يحمله عبر الأيام الصامتة.

البقايا الأخيرة

تحرّك بصمت عبر طرق لندن الخالية، حيث بدا أن كل حجر يردّد ذكرى حشدٍ زال. المباني، التي كانت تنبض بالضجيج والتجارة، باتت الآن شواهدَ صامتةً على عهدٍ ضائع. توقف أمام مقهى فارغ؛ كراسيه مقلوبة وطاولاته مهجورة، فتخيل الضحكات التي كانت تملأ الأجواء. كل خطوة أثارت نسمةً من الهواء حملت عبقًا خافتًا لوجباتٍ مهجورة تُركت لتتعفّن على بلاطٍ متشقق. كان الجو ثقيلاً بالدخان، ومُلَوّنًا بوهجٍ باهت لشمسٍ بدت بعيدةً وغير مألوفة. ورغم أنه ظل الشاهد الوحيد على هذا الفراغ، امتلأ ذهنه بأشباحٍ لا تُحصى من الأرواح التي خفتت وأنطفأت في قبضة الطاعون. تذكّر الصرخات المحمومة لطلب النجدة، وارتفاع أعداد القتلى، والصلوات اليائسة المهموسة في ممرات المستشفيات. الآن، في سكون الغياب، شعر بثقل الوحدة كوجودٍ ماديٍّ يضغط على صدره. تساءل إن كان العالم خارج هذه الجدران لا يزال قائماً، أم أنه يسير حقًا وحيدًا على كوكبٍ نسي الضحك. مهما كان ما ينتظره، علم أن البقاء صار هدفه الوحيد، خيط أمل هزيل يحمله عبر الأيام الصامتة. لإعالة نفسه، كان يجوب أنقاض الأحياء التي كانت مزدهرة ليبحث عمّا تبقّى من مؤن. كان يفتح علب الطعام المغبرة التي يعثر عليها في المتاجر، ويقنّن مائه من براميل راكدة، ويعتني بموقدٍ صغيرٍ مُضاءٍ بالنار داخل هيكل شقة مهجورة. كل صباح كان يقوم قبل بزوغ الفجر ليمسح الأفق بحثًا عن أي حركة، ويجهد سمعه لأضعف إشارة تدل على وجود نفسٍ حية أخرى. ومع ذلك، يومًا بعد يوم، لم يُجب إلا الفراغ. أحيانًا كان يتحدث جهرةً ليتحدى الصمت الساحق، مستدعيًا محادثاتٍ مع من فقدهم: ضحك أخته، تذكيرات والدته اللطيفة، وصوت صديقٍ فارق الحياة في جناحٍ مكتظٍ بالمستشفى. من خلال هذه الأصداء المتكررة وجد دفئًا عابرًا، تذكيرًا بشرارة الإنسانية الدائمة. ومع ذلك، كان اليأس يهدد بأن يطغى عليه. غاص في ذكرياتٍ مظلمة من أحلام الحمى وتقارير الأخبار التي نبّهت إلى وصول الطاعون. لكن مع كل استذكار كان يشدّ من عزيمته، ويصوغ عزيمةً من حديد ليشقّ طريقًا من المعنى وسط الخراب. في ذلك العزم لمح أضعف وعد—أنه حتى عند نهاية كل شيء قد تستمر روح الإنسان بالوجود في مجرد فعل البقاء.

تحرّك بصمت عبر طرق لندن الخالية، حيث بدا أن كل حجر يردّد ذكرى حشدٍ زال. المباني، التي كانت تنبض بالضجيج والتجارة، باتت الآن شواهدَ صامتةً على عهدٍ ضائع. توقف أمام مقهى فارغ؛ كراسيه مقلوبة وطاولاته مهجورة، فتخيل الضحكات التي كانت تملأ الأجواء. كل خطوة أثارت نسمةً من الهواء حملت عبقًا خافتًا لوجباتٍ مهجورة تُركت لتتعفّن على بلاطٍ متشقق. كان الجو ثقيلاً بالدخان، ومُلَوّنًا بوهجٍ باهت لشمسٍ بدت بعيدةً وغير مألوفة. ورغم أنه ظل الشاهد الوحيد على هذا الفراغ، امتلأ ذهنه بأشباحٍ لا تُحصى من الأرواح التي خفتت وأنطفأت في قبضة الطاعون. تذكّر الصرخات المحمومة لطلب النجدة، وارتفاع أعداد القتلى، والصلوات اليائسة المهموسة في ممرات المستشفيات. الآن، في سكون الغياب، شعر بثقل الوحدة كوجودٍ ماديٍّ يضغط على صدره. تساءل إن كان العالم خارج هذه الجدران لا يزال قائماً، أم أنه يسير حقًا وحيدًا على كوكبٍ نسي الضحك. مهما كان ما ينتظره، علم أن البقاء صار هدفه الوحيد، خيط أمل هزيل يحمله عبر الأيام الصامتة. لإعالة نفسه، كان يجوب أنقاض الأحياء التي كانت مزدهرة ليبحث عمّا تبقّى من مؤن. كان يفتح علب الطعام المغبرة التي يعثر عليها في المتاجر، ويقنّن مائه من براميل راكدة، ويعتني بموقدٍ صغيرٍ مُضاءٍ بالنار داخل هيكل شقة مهجورة. كل صباح كان يقوم قبل بزوغ الفجر ليمسح الأفق بحثًا عن أي حركة، ويجهد سمعه لأضعف إشارة تدل على وجود نفسٍ حية أخرى. ومع ذلك، يومًا بعد يوم، لم يُجب إلا الفراغ. أحيانًا كان يتحدث جهرةً ليتحدى الصمت الساحق، مستدعيًا محادثاتٍ مع من فقدهم: ضحك أخته، تذكيرات والدته اللطيفة، وصوت صديقٍ فارق الحياة في جناحٍ مكتظٍ بالمستشفى. من خلال هذه الأصداء المتكررة وجد دفئًا عابرًا، تذكيرًا بشرارة الإنسانية الدائمة. ومع ذلك، كان اليأس يهدد بأن يطغى عليه. غاص في ذكرياتٍ مظلمة من أحلام الحمى وتقارير الأخبار التي نبّهت إلى وصول الطاعون. لكن مع كل استذكار كان يشدّ من عزيمته، ويصوغ عزيمةً من حديد ليشقّ طريقًا من المعنى وسط الخراب. في ذلك العزم لمح أضعف وعد—أنه حتى عند نهاية كل شيء قد تستمر روح الإنسان بالوجود في مجرد فعل البقاء.

تحرّك بصمت عبر طرق لندن الخالية، حيث بدا أن كل حجر يردّد ذكرى حشدٍ زال. المباني، التي كانت تنبض بالضجيج والتجارة، باتت الآن شواهدَ صامتةً على عهدٍ ضائع. توقف أمام مقهى فارغ؛ كراسيه مقلوبة وطاولاته مهجورة، فتخيل الضحكات التي كانت تملأ الأجواء. كل خطوة أثارت نسمةً من الهواء حملت عبقًا خافتًا لوجباتٍ مهجورة تُركت لتتعفّن على بلاطٍ متشقق. كان الجو ثقيلاً بالدخان، ومُلَوّنًا بوهجٍ باهت لشمسٍ بدت بعيدةً وغير مألوفة. ورغم أنه ظل الشاهد الوحيد على هذا الفراغ، امتلأ ذهنه بأشباحٍ لا تُحصى من الأرواح التي خفتت وأنطفأت في قبضة الطاعون. تذكّر الصرخات المحمومة لطلب النجدة، وارتفاع أعداد القتلى، والصلوات اليائسة المهموسة في ممرات المستشفيات. الآن، في سكون الغياب، شعر بثقل الوحدة كوجودٍ ماديٍّ يضغط على صدره. تساءل إن كان العالم خارج هذه الجدران لا يزال قائماً، أم أنه يسير حقًا وحيدًا على كوكبٍ نسي الضحك. مهما كان ما ينتظره، علم أن البقاء صار هدفه الوحيد، خيط أمل هزيل يحمله عبر الأيام الصامتة.

الخاتمة

مع اختفاء آخر وهجٍ من ضوء الشمس خلف الأسطح المكسورة، توقف عند حافة النهر ودع التيارات الصامتة تهمس بقصة عالمٍ انقضى. في تلك اللحظة شعر بعظم وحدته وبنبضٍ هش للحياة ما زال يتحرك في داخله. كل نفسٍ يأخذه كان انتصارًا هادئًا على النسيان، وكل دفقة قلب شهادة على إرادةٍ رفضت أن تنطفئ. ورغم أن الطاعون نال من أرواح لا تُحصى وترك الحضارة في أطلال، حمل في ذهنه ذكرى الملائكة الأفضل للإنسانية. لم تكن تلك الذكريات ظلالًا عادية؛ كانت شررًا قد تنفجر يومًا لتشعل التجدد. بعزمٍ راسخ وضع علامة على ضفة النهر، حجرًا بسيطًا محفورًا بشعارات مدينةٍ ضائعة. كان دليلًا أن أحدًا سار هنا، وأن القصص يمكن نقشها في صمت، وأن حيثما صمدت نفس واحدة، يبقى الأمل أيضًا. عندما استدار أخيرًا، ما حملته الليلة لم يكن رهبةً—بل وعد فجرٍ جديد يولد من رماد ما كان.