في صباح صيفي خانق في نورث كارثيج بولاية ميزوري، اختفت زوجة نيك دان، إيمي، من منزلهما. ما بدا كنهار عادي لم يلبث أن انقلب إلى سرد ملتوي من الخداع والخيانة والتشويق. زواجهما، الذي كان مفعماً بالحب والوعود، أصبح الآن خراباً، مغطى بالأكاذيب والأسرار التي لم يرغب أي منهما في مواجهتها. كانت إيمي الزوجة المثالية — جميلة وذكية وناجحة. وكان نيك الزوج الحنون — ساحر وودود ويبدو مخلصاً. ومع تطور التحقيق في اختفاء إيمي، بدأ يتضح تدريجياً أن شيئاً في علاقتهما لم يكن كما يبدو.
الاختفاء
كان نيك قد خطط لأن يقضي الذكرى الخامسة لزواجهما كما لو كانت يوماً عادياً. تصرفت إيمي بفتور طيلة شهور، وتلاشت البهجة التي كانت تملأ وقتهما معاً. انهار الاقتصاد، وتعرض زواجهما المثالي سابقاً للانهيار أيضاً، وأصبحت حياتهما مجرد روتين بلا حياة. لذا، عندما عاد نيك إلى المنزل بعد مناوبته في "ذا بار" — الحانة الصغيرة المكافحة التي يمتلكها مع شقيقته التوأم مارغو — لم يكن مستعداً لما وجده.
كانت غرفة المعيشة في حالة فوضى، الأثاث مقلوب والزجاج المتناثر على الأرض. إيمي اختفت. لا رسالة، ولا أثر يدل على وجهتها. مجرد اختفاء.
اتصل نيك بالشرطة، وخلال ساعات بدأ البحث عن إيمي. وصلت المحققة روندا بوني والضابط جيم جيلبن إلى المكان، وعلى الفور شعروا بأن ثمة أمراً غير طبيعي. بدت علامات الصراع مرتبة — مثالية أكثر من اللازم. إيمي، المجهزة للتخطيط الدقيق، اختفت بلا أثر، تاركة خلفها أسئلة فقط.
مع استحواذ وسائل الإعلام على القصة، أصبح الجمهور مهووساً بشخصية "إيمي المدهشة" — إيمي كانت تجسيداً حياً لشخصية كتب أطفال محبوبة ابتكرها والداها، رمزاً للكمال الذي طالما طاردها. الآن، كانت مفقودة، ونيك، الزوج الذي من المفترض أن يبدو محطماً، بدا هادئاً بطريقة غريبة. ابتسم في مقابلاته بلا مناسبة، تلعثم في كلامه، وظهر بلا أي مشاعر.
جانب نيك
يُسرد جانب نيك بطريقة مباشرة، تكاد تكون منفصلة عاطفياً. يروي كيف تعارفا وتزوجا — كيف التقى بإيمي في حفلة في مدينة نيويورك، حيث كانا يعيشان آنذاك. كان الانجذاب بينهما فورياً، قصة حب عاصفة مليئة بالحديث حتى ساعات متأخرة، والمواعيد الفخمة، والمحادثات العميقة. كانت إيمي كل ما أراده نيك في شريكة — فطنة، ثاقبة، وتطرح تحديات جعلته يسعى ليكون نسخة أفضل من نفسه.
لكن الزواج، كما اكتشف نيك سريعاً، لم يكن كما تخيل. صار كمال إيمي يشعره كسجن. كانت توقعاتها منه مستحيلة التحقيق، وبدا عليها عدم الرضا المتصاعد عن الحياة التي يبنيانها معاً. عادا إلى مسقط رأس نيك في ميزوري للاعتناء بوالديه المريضين ولفتح الحانة، لكن إيمي استاءت من حياة البلدة الصغيرة وفقدان الرفاهية التي كانت تتمتعان بها في السابق. كان ازدراؤها لعائلة نيك، ولعمله، وللبلدة نفسها يقضم علاقتهما حتى صارت بالكاد تُعرف.
برود نيك تجاه اختفاء إيمي أثار الشكوك، لكن الأمور لم تبدأ في التغير إلا بعد اكتشاف مفكرة إيمي. تدوينات المفكرة، التي تعود لبداية علاقتهما، رسمت صورة امرأة كانت في وقت ما عاشقة بجنون لزوجها لكنها انحدرت تدريجياً إلى الخوف واليأس. كتبت عن غضب نيك، وخيانته، وخوفها المتزايد من أن يؤذيها يوماً ما.
جانب إيمي
مفكرة إيمي تروي قصة مختلفة تماماً. من خلال تدويناتها، يُعرّف القارئ على امرأة مغرمة بشدة، لكنها تجد نفسها محاصرة في زواج مع رجل يضمر لها الاستياء. تصف إيمي أيام رومانسيتها الأولى بالسحر، لكن مع مرور الوقت أصبح نيك بارداً، بعيداً وغير مخلص. تكتب عن علاقته بامرأة أصغر بكثير منها وعن يقينها المتزايد بأن نيك قد يقتلها يوماً ما. تبلغ المفكرة ذروتها في تدوينتها الأخيرة المرعبة: «هذا الرجل قد يقتلني».
لكن مفكرة إيمي ليست سوى كذبة محكمة الصنع.
دون أن يعلم أحد، إيمي على قيد الحياة تماماً. نسقت اختفائها بنفسها لتورط نيك في جريمة قتلها. إيمي، التي لطالما تحكمت في حياتها، تشعر بالإحباط المتزايد من خيانة نيك وتدهور زواجهما. حلّها؟ خطة معقدة وملتوية إلى حد أنها ستهدم حياة نيك بالكامل، وتضمن أنه سيدفع ثمن خيانته. مثّلت مسرحية في منزلهما، وزرعت أدلة تشير إلى ذنب نيك، وحتى زوّرت حملاً لتجعل قصتها أكثر مصداقية. كتبت المفكرة وهي تعلم أنها ستُكتشف وتُستخدم ضده.
اشتداد التحقيق
مع استمرار التحقيق، تصاعدت الضغوط على نيك. تكشف الشرطة عن المزيد من الأدلة التي تبدو كأنها تؤكد ذنبه. مفكرة إيمي، وعلاقته العاطفية، ومسرح الجريمة المزوّر كلّها تشير إليه كمشتبه به رئيسي. احتدمت ضجة وسائل الإعلام، وأصبح نيك العدو العام رقم واحد. صار كل تحرّك له تحت المجهر، وفسّر افتقاده للمشاعر كدليل على تورطه.
في الوقت نفسه، تعيش إيمي حياة مترفة بهوية جديدة في كوخ مهجور بعيداً عن نورث كارثيج. تتابع تغطية أخبار اختفائها بشعور مريض من الرضا. لقد نجحت في خداع الجميع — نيك والشرطة والإعلام. كانت خطتها تسير على نحو مثالي، حتى بدأت تنهار.
بدأت خطة إيمي تترنح بعدما تعرضت للسرقة من قِبل مجرمين صغار أخذوا كل المال الذي كانت قد ادخرته لحياتها الجديدة. الآن، متروكة وبلا نقود، لم يكن لديها خيار سوى ابتكار خطة أخرى. توجهت إلى ديسي كولينغز، حبيب سابق كان دائماً مهووساً بها. يأويها ديسي، غير مدرك أنها تستخدمه كما استخدمت كل من حولها.
التحوّل
بينما تختبئ إيمي مع ديسي، يستأجر نيك تانر بولت، محامٍ دفاعي بارز، ليساعده في تبرئة اسمه. بتوجيهات تانر، يبدأ نيك في تغيير تيار الرأي العام لصالحه. يظهر على التلفزيون الوطني، موجهًا نداءً صادقًا لعودة إيمي ومعتذرًا عن أخطائه الماضية. ببطء، يبدأ الناس في الاعتقاد بأنه ربما ليس الوحش الذي رسمته له وسائل الإعلام.
لكن إيمي، بارعة التلاعب كما عهدت، تحتفظ بدورها الأخير. ديسي، الذي يعتقد أنه ينقذ إيمي من زوجٍ مسيء، يصبح ضحيته التالية. تمثّل مشهداً عنيفاً، تقتل ديسي وتجعله يبدو كما لو أنه اختطفها واعتدى عليها. تعود إيمي إلى نورث كارثيج مغطاة بالدماء، وتخبر الشرطة بأنها كانت محتجزة لدى ديسي ونجت بأعجوبة.
يصدم نيك عند ظهور إيمي من جديد. يعلم أنها تكذب، لكنه لا يملك طريقة لإثبات ذلك. الأدلة تدعم قصة إيمي بصورة ساحقة، ومرة أخرى يجد نيك نفسه محاصراً في شبكتها. تُمجّدها وسائل الإعلام كبطلة، ويتضامن معها الجمهور. نيك، الذي أزيلت عنه الشبهة، يُجبر على استقبال إيمي مرة أخرى في حياته، وهو يعلم تمام العلم أنه محكوم عليه بالبقاء معها إلى الأبد.
العواقب
تُضفي عودة إيمي شعوراً معوجاً من الختام على القصة. العالم يصدق أنها ضحية وناجية، بينما يعرف نيك الحقيقة. لكنه لا يستطيع أن يفعل شيئاً حيال ذلك. تكشف إيمي لنيك أنها قامت بتلقيح نفسها بحيواناته المنوية التي أخذتها من عيادة للخصوبة، وأنها الآن حامل بطفلهما. محاصرًا بمسؤولية الأبوة وبعلمه أن إيمي لن تتركه أبداً، يستسلم نيك للكابوس الذي أصبحت حياته عليه.
مع ختام القصة، يتأمل نيك الحياة التي سيعيشها الآن — حياة مع امرأة دمرته، تلاعبت بالعالم، ومع ذلك جعلت نفسها بطريقة ما لا غنى عنها في حياته. انتصار إيمي كامل، ونيك، محطم ومهزوم، لا يستطيع إلا أن ينظر وهي تبتسم، عالمةً أنها قد انتصرت.
{{{_04}}}
